السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعدد الآراء والمواقف أمر لا اختلاف عليه ولكن أن يتحول هذا الأمر إلى عداء
وتثبيط وتنفير من الآخر وكأنه عدو للأمة وليس أحد أفرادها فهذا مذموم غير مقبول .
تركنا أعداء الأمة ينفثون سمومهم واشتغلنا بأنفسنا هذا إخواني لا فائدة من مناقشته لأنه من الذين ركنوا إلى الحكام !! وهذا سلفي لا فائدة من محاورته لأنه حائط وعقله مقفل !! إلى ما هنالك من ألفاظ ناهيك عن التخوين والاتهام المتبادل بالكفر .
وأمام هذا الحقد المتنامي أين امتثالكم لقول الله تعالى : [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ] {الفتح:29}
وأين أعداء الأمة من هذا كله ، قال الله تعالى : [إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا] {الطًّارق:15} نعم وهم كذلك هجمات متفرقة على أمة الإسلام .
هدم الخلافة وتفريق الأمة إلى دويلات صغيرة متناحرة متحاربة تتحكم بها القومية والأهواء .. ثم النكبة الثانية بعد هدم الخلافة ألا وهي احتلال الأرض المباركة فلسطين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل و تهجير أهلها منها والإتيان بشذاذ الأفاق اليهود من كل حدب وصوب على مرأى ومسمع الأمة جمعاء
دون أن يحرك هذا الأمر بهم ذرة من عنفوان .
وبسبب انشغالنا بتثبيط بعضنا البعض وتبادل الاتهامات نجح العدو مرة أخرى بانتزاع أعضاء جديدة من جسد الأمة وهي كشمير الشيشان العراق أفغانستان الصومال فماذا فعلنا لإعادة لم الشمل ووصل الذي أنقطع بسبب تقاعسنا .
وبعد هذا كله ما زلنا مشغولون هل الانتماء لتيار إسلامي بغض النظر عن أسمه جائز في شرع الله أم هو بدعة منفرة وهل هذا خروج على الحاكم الذي أنزله البعض منزلة فاروق الأمة رضي الله عنه ! ثم تناسى هؤلاء أن الانتماء للتيارات الإسلامية مهما اختلفت الآراء فيما بينها يبقى الهدف واضح جلي لها جمعاء ألا وهو العيش تحت ظل حكم أسلامي عادل .
وبسبب ما تم ذكره سابقاً من خلاف يوضع في غير حجمه الطبيعي تجرأ علج كافر على الإساءة إلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتوالى التسابق إلى هذا الأمر حتى أنه وضع محل التصويت أتدرون لماذا ؟ بسبب انشغالنا في بعضنا البعض والتعامي والتغاضي عما يكيدوه لنا أعداء الأمة .
وأخيراً أذكركم بقول الله تعالى : [وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] {الأنفال:46} .
التوقيع :