حواء في عالمها الأخير
حالما انبجست من رماد أوراقها ، ارتدت القمر إزاراً ، وكانت الشمس ذلك الحالم الذي طوقها بآلاف الرصاصات ، لم تقتل ، ولكن كانت تحيا مع كل حمراء ترشفها ، لقد أورثتها الداء والميناء ، وأعدمت بحبال الدنيا صهيل أنّاتها ، منذ زمن لم تكتب حرفا واحدا في السعادة ، وهاهي اليوم تضع في جيدها وسام السيادة ، وتأمرها أن تتسلق السماء بهمة علياء وبدون أدنى استياء ، حيث تترامى أحجار الياقوت معلنة بهطولها بريق لوحة غنائية عجز دافنشي عن إمضائها .
بكل تواضع تعزي" الموناليزا" و"العشاء الأخير" لأنهما ما أدركاها في خشوعها الطويل ، والأزهار تفتن من حسناء الفتن وبهراء القمم ، وتستنشق عطورها بشهوات العالم ، ولآدم حكاية أخرى معها ، فهو رفع ونصب وجر ، وضم وفتح وكسر وفي النهاية سكون بلا حدود. .
بقلم : شتاء ريتا الطويل