كل عالم بالله وعارف بطبيعة البشر يعلم أن كل إنسان مهما بلغ حرصه فإنه لا بد أن تصيبه غفلة أو تغلبه شهوة أو يتسلط عليه شيطانه فيوقعه في ذنب أو معصية، وربما طال أمد الغفلة أو طالت مقارفة الذنب واستعذب المرء الملذات.. ومع ذلك فمن أعظم فضائل الرحيم المنان والرءوف الرحمن، أنه فتح باب التوبة لمن سعى إليها وتشوف لها وطرق بابها، فما لم يغرغر العبد ولم تطلع الشمس من مغربها فالباب مفتوح غير موصود ولا مردود، بل يقبل الله التوبة إذا نصحت وأتى صاحبها بأسباب القبول "[size=9]وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون".
[/size]<FONT color=black size=2><FONT size=2>فمهما كان الذنب ومهما بلغت الخطيئة ومهما كبرت المعصية فعفو الله أكبر منها، ورحمته أوسع كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53)